قصيدة (أسد)
الْحَمْدُ لله حَمْدًا دَائِمًا أَبَدًا يَـا أَيُّهَا الْغَافِلُ المَفْتُونُ فِيْ عَمِهٍ اللهُ يُعْطِيكَ إِمْهَالاً وَمَعْذِرَةً مَـا أَحْلَمَ اللهَ عَنْ إِصْرَارِ مُحْتَضَرٍ كُـلُّ الـمُسِيئِينَ قَدْ تُرْجَى إِنَابَتُهُمْ وَسُوْءُ خَاتِمَةِ الْإِنْسَانِ تَقْدِمَةٌ دَعْنِيْ أُنَاشِدْكَ لَا أَنِّيْ عَلَى ثِقَةٍ وَلَا أَنَا شَامِتٌ بِالخَصْمِ مِنْ قَدَرٍ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكَ فِي الآيَاتِ مُعْتَبَرٌ أَيْنَ الْجُنُودُ الَّتِيْ قَدْ كُنْتَ تَحْشُرُهَا أَيْنَ الكُنُوزُ الَّتِيْ قَدْ كُنْتَ تَجْمَعُهَا أَيْنَ الْقُصُورُ الَّتِيْ قَدْ كُنْتَ تَرْفَعُهَا أَيْنَ الْعُقُودُ مِنَ الْأَنْوَارِ تُشْعِلُهَا أَيْنَ المَحَافِلُ بِالْأَنْغَامِ مُتْرَعَةٌ أَيْنَ الدِّمَاءُ الَّتِيْ قَدْ كُنْتَ تَسْفِكُهَا أَيْنَ السُّجُونُ الَّتِي غَصَّتْ وَمَا خَلِيَتْ أَيْنَ النَّصَائِحُ إِنْ جَاءَتْكَ خَالِصَةً أَيْنَ النُّفُوسُ الَّتِي قَدْ كُنْتَ تُـزْهِقُهَا أَيْنَ المُحَابَاةُ مَا لِلشَّعْبِ مُرْتَفَقُ أَيْنَ النِّفَاقُ الَّذِي مَا كَانَ يَبْلُغُهُ أَيْنَ الشَّوَاطِئ لَمْ تَتْرُكْ بِهَا نَفَسًا أَيْنَ المَوَارِدُ نَالَ الشُّؤْمُ صَفْقَتَهَا أَيْنَ الجَوَاسِيسُ بَيْنَ الشَّعْبِ تَنشُرُهُمْ أَيْنَ المَوَاكِبُ فِيْهَا كُلُّ أُبَّهَةٍ أَيْنَ القَطَائِعُ وَالْأَوْقَافُ تَنْهَبُهَا أَيْنَ الْأَسَامِيَ مَا قَامَتْ مُؤَسَّسَةٌ أَيْنَ اليُخُوتُ الَّتِي قَدْ كُنْتَ تَرْكَبُهَا أَيْنَ الْأَطِبَّاءُ هَلْ أَجْدَتْ حِرَاسَتُهُمْ أَيْنَ الْإِنَابَةُ إِنْ آنَسْتَ عَافِيَةً لَا تَسْمَعُ الحَقَّ مَهْمَا كَانَ قَائِلُهُ يَسْعَى إِلَيْكَ الرَّدَى مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ وَتَدَّعِيْ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ مَكْرِمَةٍ هَيْهَاتَ هَذِي شُعُوبٌ غَابَ حَارِسُهَا فَوَائِدُ المَوْتَ لَا تُحْصَى وَأَعْظَمُهَا فَأَصْبَحُوا لَا تَرَى إِلاَّ مَسَاكِنَهُمْ فَالْيَوْمَ تَعْنُو رُمُوزُ الذُّلِّ صَاغِرَةً وَالحَمْدُ للهِ أَمْضَى فِيْكَ عِبْرَتَهُ وَهَكَذَا صِرْتَ ذِكْرَى فِي ضَمَائِرِنَا أَعْطَى الْجَزِيلَ وَوَفَّى الْأَجْرَ مَنْ حَمَدَا مَـتَى تَفِيقُ وَدَاعِيْ الحَقِّ قَدْ أَفَدَا وَأَنْتَ تَدْأَبُ فِيْ الْعِصْيَانِ مُجْتَهِدَا وَغَفْلَةٍ منْهُ لَمْ يَجْعَلْ لَهَا أَمَدَا إِلاَّ الطَّوَاغِيتَ سُلْطَانًا وَمُعْتَقَدَا لِمَا سَيَلْقَاهُ مِنْ هَوْلِ الْحِسَابِ غَدَا مِـنَ الحَيَاةِ وَأَيُّ النَّاسِ قَدْ خَلَدَا مَا أَقْرَبَ الضُّرَّ مِنْ حَيٍّ وَإِنْ بَعُدَا سَـلِ الشَّقِيَّ المُسَمَّى حَافِظًا أَسَدَا عَـلَى الطَّرِيقِ فَتَصْلَى القَيْظَ مُتَّقِدَا فَيَعْجَزُ الرَّهْطُ عَنْ إِحْصَائِهَا عَدَدَا شُمًّا وَتُسْكِنُهَا الْحُرَّاسَ وَالحَفَدَا مِـلْءَ الْفَضَاءِ كَأَنَّ الْلَيْلَ مَا عَقَدَا أَيْنَ الثُّرَيَّاتُ صِيْغَتْ لُؤْلُؤًا نَضِدَا جَهْرًا وَمَا خِفْتَ فِيْهَا الْوَاحِدَ الْأَحَدَا مِنْ كُلِّ دَاعِيَةٍ لِلْحَقِّ قَدْ رَشَدَا أَلْقَيْتَ كَاتِبَهَا فِيْ الْقَيْدِ مُضَطَهَدَا بِالْقَهْرِ وَالجُوْعِ تَبْكِيْ حَظَّهَا النَّكِدَا إِلاَّ وَأَشْرَكْتَ فِيْهِ الصِّهْرَ وَالْوَلَدَا مُنَافِقٌ قَطُّ فِيْ الْأَعْرِابِ قَدْ مَرَدَا أَيْنَ المَصَايِفُ كُلاًّ حُزْتَ مُنْفَرِدًا لَـمَّا تَوَلَّيْتَ غَاضَ السِّعْرُ وَانْتَكَدَا لِيَكْتُبُوا لَكَ مَا قَدْ قَالَ وَاعْتَقَدَا لَـمَّا هَمِدْتَ رَأَيْنَا زَيْفَهَا هَمِدَا فَمَا تَرَكْتَ بِهَا أَرْضًا وَلَا بَلَدَا إِلاَّ أَضَافُوا إِلَى عُنْوَانِهَا الْأَسَدَا مِثْـلَ الْأَسِرَّةِ هَاجَ البَحْرُ أَوْ رَكَدَا وَهُمْ يَرَوْنَ المَنَايَا تَنْخُرُ الْكَبِدَا بَرَزْتَ تَخْتَالُ كِبْرًا تُظْهِرُ الْجَلَدَا وَلَا تُصِيْخُ لِذِكْرَى وَاعِظٍ أَبَدَا وَأَنْتَ تَجْحَدُ أَنْ المَوْتَ قَدْ أَفَدَا وَمَا رَأَى الشَّعْبُ إِلاَّ الشَّرَّ مُطَّرِدَا لَـمَّا تَوَلَّى زِمَامُ الْعِلْمِ مَنْ رَقَدَا قَصْمُ الطَّوَاغِيْتِ وَاسْتِئْصَالُهُمْ بَدَدَا مِنْ بَعْدِ مَا أَمَّلُوا الْأَعْمَارَ وَالمَدَدَا وَالْيَوْمَ يَصْحُو زَمَانٌ طَالَـمَا هَجَدَا لِذِيْ الْفُؤَادِ وَمَنْ بِالسَّمْعِ قَدْ شَهدَا وَكُنْتَ بِالْأَمْسِ فِيْ أَبْصَارِنَا رَمَدَا